حذّر البيت الأبيض من أن روسيا تسعى للاستفادة “من الانقسامات في شمال سورية”، حيث شنت تركيا عملية جوية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
ونقلت مجلة “نيوز ويك” الأمريكية، اليوم السبت، عن منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي، جون كيربي أنه “من دواعي قلقنا الآن أن العمليات التركية في شمال سورية يمكن أن يكون لها تأثير على قوات سوريا الديمقراطية”.
وأضاف “يمكن أن تؤثر على قدرتنا على إبقاء شراكة معهم على أساس يومي”.
وعلى الرغم من أنه قال إنه لا يعتقد أن “هناك مخاوف أكبر بشأن التعاون على المستوى الاستراتيجي مع قوات سورية الديمقراطية ضد تهديد مشترط”، أقر بأنه من المرجح أن “الروس سيحاولون الاستفادة من أي انقسامات يستطيعون تحقيقها لمصلحتهم”.
وتابع: “كان الروس يحاولون الاستفادة من الانقسامات الداخلية من أي عدد من الجهات الفاعلة داخل وخارج، في الجوار، لدعم نظام الأسد لمحاولة الحفاظ على موطئ قدم لهم في الشرق الأوسط من خلال سورية، ومواصلة دعم حرب الأسد على شعبه”.
وبينما تدعم الولايات المتحدة “قسد” في شمال وشرق سورية لمحاربة ما تبقى من خلايا تتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية” كانت موسكو قد انخرطت معها بتفاهمات، كان أبرزها عقب عملية “نبع السلام” في عام 2019.
ومنذ تلك الفترة وضعت روسيا موطئ قدم لها بتأسيس قاعدة جوية في مدينة القامشلي، ومن ثم سيّرت دوريات عسكرية على طول الحدود، بالشراكة مع الجانب التركي.
وبموازاة ما سبق عقدت سلسلة لقاءات مع مسؤولي “قسد” العسكريين والسياسيين، ولطالما كررت عليهم المشروع الذي تحاول تحقيقه في شرق سورية، وهو إدخال قوات النظام السوري إلى هناك، وفرض “اتفاق ما” يؤدي إلى تفكيك الشكل الحالي لـ”قسد”.
ومنذ بدء العملية الجوية التركية قبل أكثر من أسبوع ازداد انخراط الروس على نحو أكبر، وفي حين أبدوا موقفهم المعارض لأي تحرك بري على الأرض، قدموا عرضاً لـ”قسد” للانحساب من الحدود مسافة 30 كيلومتراً، على أن يحل مكانها قوات من “الجيش السوري”.
وكان قائد القوات الروسية، ألكسندر تشايكو قد أجرى، قبل أسبوع، زيارة إلى مدينة القامشلي، والتقى قائد “قسد”، مظلوم عبدي، إذ نقل له “رسالة تركية أخيرة”، وفق ما ذكرت وسائل إعلام مقربة من النظام.
وتتعلق الرسالة بالتهديدات التي أطلقها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بشن هجوم بري في الأيام المقبلة على مناطق سيطرة “قسد”، وذلك استكمالاً للعملية الجوية (السيف المخلب) التي أطلقتها وزارة دفاعه، قبل أسبوع.
وقالت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، الاثنين، أن “تشايكو” وصل إلى القامشلي بطائرة مدنية ترافقها طائرة حربية، انطلاقاً من قاعدة حميميم بريف اللاذقية.
وأضافت الصحيفة أن المسؤول الروسي طلب من “عبدي” انسحاب قواته مسافة 30 كيلومتراً على طول الحدود الشمالية لسورية، على أن تحل مكانها قوات من “الجيش السوري”.
وتابعت: “لم يحصل أي اتفاق حتى الآن بين قسد والحكومة السورية بشأن هذا الانتشار”، وأن “الطلب هو رسالة تركية أخيرة قبل بدء العملية البرية”.