واشنطن: فتح النظام لمطار حلب “وقاحة”.. دور إيراني خفي في المطار
وصفت الولايات المتحدة، إعادة تسيير نظام الأسد، للرحلات الجوية من دمشق إلى مطار مدينة حلب، بـ “الوقاحة”، وذلك عقب 8 سنوات من خروج المطار عن الخدمة المدنية، لعبت فيها الميليشيات الإيرانية دوراً كبيراً في تنقلاتها بين سورية ولبنان والعراق.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، اليوم الجمعة، في تغريدة عبر “تويتر”: “الأسد الذي يسقط البراميل صباحاً ومساءً على أهالي إدلب يعلن بوقاحة إعادة تسيير رحلات جوية دموية من دمشق إلى مطار المجازر في حلب (…) هذا ليس ما يحلم به السوريون، إنهم يعيشون في كابوس الموت والدمار”.
وهبطت في مطار حلب الدولي، يوم الأربعاء الماضي، أول طائرة ركاب مدنية تابعة لــ”مؤسسة الطيران العربية السورية”، لتكون أول رحلة منتظمة تهبط به منذ 8 سنوات.
وجاء افتتاح المطار عقب توسيع قوات الأسد، سيطرتها بمناطق محيطة به، خلال الحملة العسكرية الأخيرة، ما مكّن نظام الأسد من تأمين جوار المطار بشكل كامل، من ناحية سلامة الطيران من أي استهداف.
ويعتبر مطار حلب، مهماً لنظام الأسد، نظراً لأهمية مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية لسورية.
وكانت الطائرة المدنية الأولى القادمة من دمشق في مطار حلب الدولي، حملت على متنها وزيري النقل والسياحة في حكومة نظام الأسد، وعدداً من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، التي يسمح لها نظام الأسد بحرية التغطية في البلاد.
وقال وزير النقل علي حمود، وفق ما نقلت صحيفة “الوطن”، إن “مؤسسة الطيران المدني والسورية للطيران قامتا بإنجاز كل ما هو مطلوب لتشغيل مطار حلب الدولي، خلال فترة التحرير، حيث عمل موظفو هذه المؤسسات ليل نهار، ليكونوا جاهزين للانطلاق فور إعلان الأمان في هذا المطار”.
وأوضح حمود، أن “مؤسسة الطيران المدني بدأت فوراً التواصل مع المحطات الخارجية، لتأمين الموافقات اللازمة للهبوط في المطارات الدولية المختلفة، وستكون الرحلة الأولى إلى مطار القاهرة الدولي خلال الشهر القادم”.
الدور الإيراني
وبعد خروج المطار عن الخدمة عام 2012، بكافة تجهيزاته الملاحية ومبانيه عن العمل، تحول إلى لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، والميليشيات التابعة له، سواء المحلية أو الأجنبية.
ويقع المطار في الجهة الشرقية من مدينة حلب، ويعتبر امتداداً لمناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية في مخيم النيرب، وصولاً لأحياء جنوب شرقي حلب، كالشيخ سعيد ومنطقة معمل الاسمنت، وبعدها ريف حلب الجنوبي.
وتأكيداً على أهمية مطار حلب بالنسبة لإيران، زاره وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، في مطلع أيلول/2018، والتقى قياديين من المليشيات الإيرانية في حلب.
وكان لافتاً خلال زيارة حاتمي، عدم وجود أي ضابط من قوات الأسد، في مطار حلب الدولي.
وعقب أسبوع من زيارة حاتمي، ظهر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مطار حلب أيضاً.
وكانت قناة “حركة النجباء” العراقية، قد نشرت في أواخر أيلول 2016، على موقع “يوتيوب” فيلماً يظهر مؤسس الحركة، أكرم الكعبي، وهو يحطّ في مطار حلب الدولي، في زيارة قالت إنها “لتفقد المقاتلين في معركة تحرير حلب”، آنذاك.
وتنشط ميليشيا “حركة النجباء” في العراق وسورية، حيث ذكرت “رويترز”، في 2017، أنها تساعد طهران في إيجاد طريق إمداد إلى دمشق عبر العراق.
ويرى مراقبون أن إيران ستستفيد من فتح مطار حلب، في دعم نظام الأسد بشكل أكبر في مجالات كثيرة، أبرزها الدعم بالسلاح، إضافةً إلى محاولة طهران إنعاش المنطقة التي تتواجد فيها ميليشيات لها في ريف حلب الجنوبي، وأهما قاعدة جبل عزان.