تستعد بيلاروسيا لنشر كتيبتين من قواتها في سورية، في شهر أيلول / سبتمبر المقبل، حسب ما ذكر “معهد دراسات الحرب” في تقرير له أمس الخميس.
وقال المركز في التقرير الذي ترجمته “السورية.نت”، اليوم الجمعة إن هذه الخطوة تأتي بتشجيع من روسيا، وهي الأولى من نوعها من حيث الانتشار البيلاروسي على الأراضي السورية.
وتتألف كل كتيبة، حسب ما نقل المركز عن مجموعة من المحاربين البيلاروسيين القدامى من 300 عنصر، ليكون مجموعة العناصر 600.
ووفق المركز: “من المحتمل أن يكون الكرملين قد حرض على هذا الأمر، على أن يسهل نشر القوات البيلاروسية، والتي ستدعم القوات العسكرية الروسية في سورية”.
ولم تعلق سلطات بيلاروسيا ولا الكرملين على هذا الانتشار الذي من المفترض أن يبدأ بعد سبعة أشهر.
في حين أدلى المتحدث باسم وزارة الدفاع في بيلاروسيا بتصريح عام مفاده أن “بيلاروس تسعى باستمرار لاتجاهات جديدة لأنشطة حفظ السلام “.
وأشار “معهد دراسات الحرب” إلى أن الكرملين سعى إلى الاستفادة من القوات الشريكة في سورية لعدة سنوات، لكنه لم ينجح في اقتراح إرسال عناصر بيلاروس في السنوات الماضية، وهو الحال الذي انطبق أيضاً على كازاخستان وقيرغيزستان، بعد رفضهم للطلب.
وسبق وأن نشرت أرمينيا العضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي سرية خبراء في محافظة حلب، وقالت إن عملها يتركز في عمليات نزع الألغام.
“خطوط اتصالات”
المركز وفي تقريره أشار إلى أن الانتشار البيلاروسي في سورية يمكن أن يساعد الوحدات الروسي على تأمين خطوط اتصالات أرضية وسط البلاد.
وقال: “أطلقت روسيا جهوداً متجددة لحماية البنية التحتية القيّمة للنفط والغاز في وسط سوريا، كما وسعت انتشار الشرطة الروسية وقوات فاغنر، ومن الممكن أن يعزز الانتشار البيلاروسي العمليات الأمنية للنظام في المنطقة الأمنية في دير الزور وتدمر”.
ومن شأن نشر قوات بيلاروسية في سورية أن يعزز ثلاثة خطوط استراتيجية للكرملين بالإضافة إلى دعم العمليات الروسية، حسب المركز.
وتأتي حملة الكرملين للاستفادة من القوات البيلاروسية في حربها بسورية، في خطوة لإضفاء الشرعية على التدخل الروسي، من خلال تأطيره على أنه جهد دولي.
ووفق المركز: “قد يصف الكرملين قوات حفظ السلام البيلاروسية بأنها مهمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومن المحتمل أن يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طمس الخطوط الفاصلة بين الأنشطة الروسية وأنشطة منظمة معاهدة الأمن الجماعي للتعتيم على الإجراءات الروسية”.
وكانت منظمة “معاهدة الأمن الجماعي” قد صرحت في وقت سابق بأنها تخطط لإجراء مفاوضات مع الأمم المتحدة في عام 2021 لإجراء عمليات حفظ سلام تابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأشار المركز إلى أن ما سبق “يتماشى مع حملة الكرملين، للاستفادة من الأمم المتحدة لتبرير الانتشار العسكري الدولي لروسيا – وهي قدرة حربية مهمة يعمل الكرملين على تطويرها”.
ما هي منظمة “معاهدة الأمن الجماعي”؟
والمنظمة هي تحالف سياسي عسكري يضم روسيا وستاً من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
وتحاول موسكو من خلالها استعادة أمجاد حلف وارسو ومواجهة تطلعات حلف شمال الأطلسي.
تأسست المنظمة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2002 على أساس معاهدة الأمن الجماعي الموقعة في 17 مايو/أيار 1992، وأعضاؤها هم كل من روسيا وروسيا البيضاء وكزاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزستان وأرمينيا، وقد انسحبت من المنظمة كل من جورجيا وأذربيجان.
وتتحدد أهداف المعاهدة بـ”ضمان الأمن الجماعي والدفاع عن سيادة أراضي الدول الأعضاء واستقلالها ووحدتها، والتعاون العسكري والحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة”.
ويضاف إليها: “محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل”.