يجري وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، زيارة إلى العاصمة السعودية الرياض، للمرة الأولى منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، في مارس/ آذار الماضي.
وذكر التلفزيون الإيراني، اليوم الخميس، أن عبد اللهيان غادر طهران متوجهاً إلى الرياض، على أن يصل خلال ساعات قليلة.
وبحسب وكالة “مهر” الإيرانية، من المقرر أن يلتقي عبد اللهيان مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، ومسؤولين آخرين في المملكة.
زيارات “حسن النية”
وتعتبر هذه الزيارة الأولى التي يجريها وزير خارجية إيراني للسعودية، منذ انقطاع العلاقات بين الجانبين عام 2016.
وكان وزير الخارجية الإيراني أعلن الاثنين الماضي أنه يعتزم إجراء زيارة للسعودية خلال أيام.
وقال: “سيبدأ سفيرنا رسمياً مهمته خلال زيارتي إلى الرياض، كما سيصل السفير السعودي إلى طهران في الأيام القادمة”.
وتأتي زيارة عبد اللهيان للرياض رداً على زيارة مماثلة أجراها وزير الخارجية السعودي لإيران، في يونيو/ حزيران الماضي.
وتعتبر الزيارات المتبادلة بين الجانبين بمثابة “حسن نية” على طريق تحسن العلاقات، بعد قطيعة استمرت سبع سنوات.
وكانت السعودية أعلنت، في مارس/ آذار الماضي، عن عودة العلاقات رسمياً مع إيران، عبر إعادة فتح السفارات واستئناف زيارات المسؤولين، بوساطة صينية.
وفي بيان مشترك وقع عليه الطرفان، اتفقا على “تفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة عام 2001، وتفعيل اتفاقية التعاون العام الموقعة عام 1998”.
كما اتفقا على “متابعة تنفيذ اتفاق عودة العلاقات بين البلدين، وفتح الممثليات واتخاذ الإجراءات لفتح سفارتي البلدين وقنصليتي جدة ومشهد”.
واعتبرت وكالة “أسوشيتد برس”، أن التفاهم بين الطرفين قد “يقلل من فرص نشوب نزاع مسلح بين الخصمين، سواء بشكل مباشر أو بالوكالة حول المنطقة”.
كما اعتبرت أنه “يمكن أن تعزز جهود الدبلوماسيين لإنهاء حرب طويلة في اليمن، وهو الصراع الذي ترسخت فيه إيران والسعودية بعمق”.
وأشارت الوكالة إلى أن الاتفاق بين البلدين بعد سنوات من القطيعة يمثل “انتصاراً دبلوماسياً آخر للصينيين حيث ترى دول الخليج العربية أن الولايات المتحدة تنسحب ببطء من المنطقة”.
في حين ذكرت وكالة “رويترز”، حينها، أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، هو ما دفع الرياض إلى التقارب مع خصوم واشنطن.
وقالت إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان “يضغط بشكل كبير لإعادة تنظيم ديناميكيات الشرق الأوسط، والانخراط مع الأعداء القدامى”.