توفي، فجر اليوم الجمعة، المراقب العام السابق لجماعة “الإخوان المسلمون” في سورية، عصام العطار، في مدينة آخن الألمانية عن عمر ناهز 97 عاماً.
ونشرت عائلته بياناً عبر “فيس بوك” نعت فيه العطار، وتضمن البيان كلماته الأخيرة التي قال فيها “وداعاً وداعاً يا إخوتي وأخواتي وأبنائي وبناتي وأهلي وبني وطني”.
مضيفاً: “أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، وأستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم، وأسأل الله تعالى لكم العون على كل واجب وخير، والوقاية من كل خطر وشر، والفرج من كل شدة وبلاء وكرب”.
ونعى عامر البوسلامة، المراقب العام لجماعة “الإخوان” في سورية، العطار، ووصفه بأنه “قامة إسلامية كبيرة، وقائد قوي دؤوب”.
وقال البوسلامة عبر حسابه في “إكس”، إن العطار “قاد الجماعة في ظروف صعبة، كانت تعيشها البلاد، فكان نعم القائد ونعم المسدد، وهو مفكر بارز، ومصلح مميز”.
في حين وصفه “المجلس الإسلامي السوري” بأنه “واحد من أعمدة العمل الإسلامي، وقامة شامخة من قامات الجهاد ضد الظلم والطغيان والاستبداد”.
ووجه المجلس الإسلامي خطباء وأئمة المساجد في الشمال السوري بإقامة صلاة الغائب عليه بعد صلاة الجمعة، اليوم.
وينحدر العطار المولود عام 1927 من أسرة دمشقية عريقة، واهتم منذ صغره بالعلم والفقه والأدب.
واختير عام 1955 أميناً عاماً لهيئة المؤتمر الإسلامي الذي عقد في دمشق، بحضور كبار علماء سورية والسياسيين الإسلاميين.
كما أصبح مراقباً لجماعة “الإخوان المسلمون” خلفاً لمصطفى السباعي بين عامي 1961 و1980.
ورفض العطار انقلاب “حزب البعث” في عام 1963، وتعرض لمحاولة اغتيال في العام نفسه، ورفض المناصب السياسية في حكم “البعث”.
وأثناء عودته من الحج عام 1964 مُنع من دخول سورية، فاضطر للذهاب إلى لبنان، قبل مغادرتها لاحقاً إلى بلجيكا، لأنه رفض أن ينحاز إلى فريق ضد آخر.
وبعد شفائه من مرض الشلل اختار العطار الإقامة في ألمانيا مع زوجته بنان الطنطاوي، ابنة الداعية السوري الراحل علي الطنطاوي.
وفي عام 1981 اقتحم عناصر من مخابرات النظام السوري منزله في ألمانيا بهدف اغتياله، وعندما لم يجدوه قتلوا زوجته بعدة رصاصات.
وكان رئيس النظام السابق، حافظ الأسد، عرض على العطار العودة إلى سورية، لكنه رفض ذلك بعد رفضهم الحديث عن الحريات وحقوق الإنسان.
وفي عام 2006 عين رئيس النظام بشار الأسد شقيقته نجاح العطار في منصب نائب الرئيس.
ويقول العطار في مقابلة مع “العربية” عام 2006، “لا علاقة لهذا التعيين بي شخصياً، ليس لي ولن يكون لي أي مطلب خاص، هي(نجاح العطار) ذات شخصية مستقلة عني وأنا صاحب شخصية مستقلة عنها وتعيينها لا يعنيني بشيء ولا يرتبط بموقف بأي حال من الأحوال”.