وفد من نظام الأسد يزور طهران لتنسيق مرحلة “ما بعد قاسم سليماني”
يصل وفد “رفيع المستوى” تابع لنظام الأسد إلى العاصمة الإيرانية طهران، اليوم، الأحد، من أجل التشاور والتنسيق في مرحلة ما بعد مقتل قائد “فيلق القدس”، قاسم سليماني.
وذكرت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية عبر موقعها، أن الوفد يرأسه رئيس مجلس الوزراء التابع لنظام الأسد، عماد خميس.
ويضم الوفد، بحسب الصحيفة، وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، ووزير دفاع نظام الأسد، العماد علي عبد اللـه أيوب.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر دبلوماسية لم تسمها، قولها إن “الزيارة على غاية من الأهمية كونها تأتي في ظل مستجدات متلاحقة في المنطقة”.
وأشارت المصادر إلى أن “المباحثات ستتطرق حتماً إلى آخر التطورات التي حصلت، ومن أبرزها عملية اغتيال قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني ورفاقه، والرد الإيراني على هذه العملية”.
واعتبرت المصادر، أن “التشاور والتنسيق بين البلدين في هذه المرحلة ضروري، لأن مرحلة ما بعد جريمة اغتيال سليماني ليست كما قبلها”.
ولفتت إلى أن “استهداف إيران للمرة الأولى لقواعد أميركية في المنطقة، شكّل صفعة مدوية للولايات المتحدة، كما أرسلت رسالة واضحة لواشنطن بأن المنطقة ليست مكاناً لهم، ولابد أن يخرجوا منها”.
وتأتي الزيارة في ظل تطورات سريعة تشهدها سورية والعراق، وذلك عقب مقتل قائد “فيلق القدس”، قاسم سليماني، التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين قد أجرى زيارة إلى العاصمة دمشق، في الأيام الماضية، التقى فيها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في تحرك مفاجئ أعقب حادثة اغتيال سليماني.
وتأتي أهمية الزيارة الحالية إلى طهران من جانب وفد نظام الأسد، كونها تعتبر الزيارة الرسمية الأولى عقب مقتل سليماني.
واللافت في الزيارة وجود شخصيات “رفيعة” كوزير الخارجية، وليد المعلم ووزير دفاع نظام الأسد، علي أيوب.
وكان نظام الأسد قد أدان مقتل سليماني، بالضربة الجوية الأمريكية.
ووصف مصدر في خارجية نظام الأسد، بحسب وكالة الأنباء (سانا)، في 3 من كانون الثاني، اغتيال سليماني بـ”العدوان الإجرامي الأمريكي الغادر”، معتبراً أن عملية الاغتيال “تشكل تصعيداً خطيراً للأوضاع في المنطقة”.
وجدد النظام، حينها، تحميل أمريكا المسؤولية عن حالة عدم الاستقرار في العراق، لافتاً إلى أن عملية الاغتيال ستزيد من مقاومة التدخل الأمريكي في شؤون المنطقة.
في حين زار رئيس “مكتب الأمن الوطني السوري”، علي مملوك طهران، للتعزية بسليماني.
وقال مملوك، خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إن “سليماني ينتمي إلى جميع الأحرار ومقارعي الظلم بالعالم، وبالتأكيد استشهاده تمهيد لتحرير فلسطين وتدمير الكيان الإسرائيلي”.
وكان سليماني، في السنوات التسع الماضية، المهندس الرئيسي للوجود والتغلغل الإيراني في سورية والعراق.
وانتشرت ميليشياته التي كان يدعمها على جميع الجغرافية السورية، وشاركت إلى جانب قوات الأسد، في المعارك التي أطلقتها ضد المدنيين المناهضين لنظام الأسد والتشكيلات العسكرية المعارضة.