ينتهي التفويض اليوم.. إغلاق “باب الهوى” بوجه قوافل الأمم المتحدة يهدّد الملايين
ينتهي اليوم الأحد، سريان آلية نقل المساعدات الإنسانية عبر “باب الهوى” على الحدود السورية التركية، المعبر الوحيد الذي يمكن عبره نقل مساعدات إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال غرب سورية، من دون المرور في مناطق سيطرة نظام الأسد.
وحذّر مسؤول محلي، من أن المقيمين في هذه المناطق، قد يُحرموا من المساعدات الإنسانية الحيوية في غضون أسابيع، إذا لم يمدّد مجلس الأمن تفويض الأمم المتحدة الذي تنتهي صلاحيته الأحد لإيصال المساعدات عبر الحدود.
ويعيش في إدلب ما بين 4 و5 ملايين سوري معظمهم من النازحين، بعد هروبهم من قصف نظام الأسد لمناطقهم.
ورغم التفويض الأممي بنقل المساعدات للمدنيين السوريين في إدلب منذ عام 2014، إلا أنّ روسيا استخدمت حق النقض الفيتو في 8 يونيو/ تموز لعدم تمديد التفويض.
واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) أمس الأول الجمعة، خلال تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية، بدون موافقة النظام لعام واحد، ولم تقبل موسكو سوى بتمديد التفويض لستة أشهر.
وقد يقترح الأعضاء غير الدائمين في المجلس تمديداً جديداً لمدة 9 أشهر في محاولة لإيجاد حل، لكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق جديد حتى صباح الأحد.
وأغلق معبر باب الهوى الأحد لليوم الثاني على التوالي بسبب عطلة عيد الأضحى، وقال مازن علوش مدير مكتب العلاقات العامة في المعبر لوكالة فرانس برس: “حتى تاريخ اليوم، لا توجد أي معلومات واضحة عن الآلية، التي سيتم التعامل بها خلال الفترة القادمة”.
حذر مسؤول محلي من أن المقيمين بالمناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال غرب #سوريا قد يحرموا من المساعدات الإنسانية الحيوية في غضون أسابيع إذا لم يمدد مجلس الأمن تفويض الأمم المتحدة الذي تنتهي صلاحيته الأحد لإيصال المساعدات عبر الحدود.https://t.co/oRbDZtgCmP #فرانس_برس pic.twitter.com/8LavJx9yzS
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) July 10, 2022
وأضاف أن “هناك خطة إسعافية للمنظمات الشريكة للأمم المتحدة التي تعمل في المناطق المحررة”، في حال عدم تمديد تفويض الأمم المتحدة، لكنها “لا تكفي حاجة المواطنين أكثر من شهر واحد”.
وأوضح علوش، أنه في حال لم يتم التوصل إلى آلية دخول مساعدات عبر الحدود، فإن معبر باب الهوى “سيبقى مفتوحاً أمام حركة المسافرين والمرضى وقوافل الإغاثة” غير التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك مساعدات الجمعيات الخيرية التركية.
وحذّر كبار مسؤولي الأمم المتحدة وعمّال الإغاثة مراراً، من أن إيصال المساعدات بهذه الطريقة لا يمكن أن يحلّ محل عمليات الأمم المتحدة عبر الحدود سواء في مداها وحجمها.
لعبة.. غير مسؤولة
واعتبرت منظمة العفو الدولية أن “الفيتو” الذي استخدمته موسكو “ضربة لحقوق الإنسان”، مشيرة إلى أنه “لعبة سياسية غير مسؤولة يدفع ثمنها المدنيون السوريون”.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامارد، إن “الفيتو” الروسي “يأتي بعد سلسلة من التنازلات مع روسيا والصين، بدأ بإغلاق نقطتي عبور في العامين الماضيين، وانتهى بتفكيك آلية الأمم المتحدة للمساعدات عبر الحدود”.
وأوضحت كالامارد، أن “مشروع القرار الذي تم نقضه الخميس كان فيه المزيد من التنازلات مع روسيا، بشأن شروط استمرار المساعدة عبر الحدود”.
بدورها دعت سارة حشاش مديرة الاتصالات في حملة “من أجل سوريا” أعضاء مجلس الأمن على مواصلة مفاوضاتهم.
وقالت في بيان صحفي: “يجب أن يتحركوا بسرعة لتجنب كارثة إنسانية من خلال إعادة تفويض المساعدات عبر الحدود لمدة 12 شهراً”.